الشيخ الصفار: المودة والرحمة طريق استقرار الأسرة وسعادتها

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن استقرار الأسرة وسعادتها لا يمكن أن يتحققا إلا بالارتكاز على ركيزتين أساسيتين جعلهما الله تعالى أساس العلاقة بين الزوجين، وهما: المودة والرحمة.

وتابع: إن المودة والرحمة صمّام أمان الأسرة، وسرّ الاستقرار الزوجي، وطريق السعادة الزوجية.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة ٢8 جمادى الآخرة 1447هـ الموافق 19 ديسمبر 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: المودة والرّحمة سعادة الحياة الزوجية.

وأوضح سماحته أن الزواج يقوم على التكامل والانسجام بين الرجل والمرأة، ليكون كل منهما مصدر سكنٍ وأمانٍ نفسي وروحي للآخر.

واستشهد بقوله تعالى: ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، مؤكدًا على أن ما يحفظ هذا الكيان الإنساني من التفكك هو تفعيل المودة والرحمة عمليًا في السلوك اليومي، لا الاكتفاء بالشعارات أو المشاعر المجردة.

وحذّر من تنامي النزعة الذاتية الأنانية، التي من شأنها إضعاف مشاعر المودة، وأحاسيس العطف والرّحمة داخل الأسرة.

وأشار إلى أن وجود مشكلات وأزمات متصاعدة في الحياة الزوجية لبعض أبناء هذا الجيل، ينشأ معظمها من ضعف التركيز على هذا البعد في ثقافة الحياة الزوجية.

واستشهد بإحصائيات تشير إلى تسجيل ما يزيد على 57,595 حالة طلاق في المملكة، وهو ما يعادل وقوع 157 حالة يوميًا، وبمعدل حالة طلاق واحدة كل تسع دقائق.

وتوقف الشيخ الصفار عند دلالات اختيار القرآن الكريم لمصطلح «المودة» بدلًا من الحب، موضحًا أن المودة هي المحبة المُعلنة والمترجمة إلى أفعال وسلوك، وهو ما تحتاجه الحياة الزوجية لتستمر وتزدهر، مستشهدة بالنصوص الدينية التي تحث على إظهار المشاعر الإيجابية بين الزوجين، والتعبير عنها قولًا وعملًا.

وأبان أن لحالة التراحم بين الزوجين تجليات من أهمها، الدعم والمساندة في المشاكل والأزمات الشخصية، كالأمراض الجسمية، والصدمات العاطفية، والأزمات النفسية، وقد يتعرض كل منهما لشيء من ذلك، فيجب أن يجد من شريكه في الحياة أفضل مساندة ودعم، لأنه الأقرب إليه من كل أحد.

وتابع، وثاني هذه التجليات هو المشاركة في تحمّل أعباء الحياة الزوجية، والمسؤولية العائلية، فالزوجة حينما ترى زوجها محدود الدخل، أو يمر بظرف ضغط اقتصادي، ويعاني في تحصيل نفقات الأسرة، فعليها أن تجتهد في التقليل من الصرف، وان تعين زوجها ماليًا إن كانت تستطيع ذلك.

وأضاف: يحدث أن بعض الزوجات ترهق زوجها بالطلبات الكمالية، دون أن تأخذ بعين الاعتبار ظروفه الصعبة.

وقال: إن الزوج حينما يرى زوجته تكافح للقيام بأعباء تربية الأبناء، وخدمة المنزل، فعليه أن يساعدها ويعينها.

وتابع: من المؤسف أن بعض الأزواج يحملون زوجاتهم فوق طاقتهن، ولا يعذرونهن في أي نقص أو خلل. وهذا مظهر للقسوة وغياب لخلق الرحمة.

ونبّه إلى خطورة التركيز على السلبيات وتجاهل الإيجابيات في شريك الحياة.

وتابع: إن المفاتيح الحقيقية للسعادة الزوجية أن يسعى كل من الزوج والزوجة لتحمّل نقاط ضعف الطرف الآخر، وإعانته على تجاوزها.

ولفت إلى أن سعادة الحياة الزوجية لا تُبنى بفرض الأنظمة أو التشبث بالحقوق، بل بسيادة روح المودة والرحمة، وتنمية ثقافة العطاء والإيثار.

وتابع: ما أحوجنا إلى ترسيخ هذه القيم عبر الخطاب الديني، والمناهج التعليمية، ووسائل الإعلام، والتنشئة الأسرية، لحماية الأسرة واستقرار المجتمع.